جمعية أبي رقراق سلا: أحلام بسعة مدينة
منذ ولادة الجمعية، سكنتها إرادة بروميتوسية للتجاوز المستمر لذاتها، ومواجهة التحديات ببعد نظر، والتغلب عليها. ذلك كان الأصل. وسنة بعد سنة، ولمدة سنوات طوال، وعزمها راسخ على مد جذورها عميقا لتستمد قوتها من أصول المدينة. تلك كانت الرغبة في إحياء الذاكرة. أما التوجه، فعنوانه الإصرار الثابت على المساهمة في تحقيق رغبة المدينة في الرقي إلى الأعلى (...).
ما انفك حفدة أوديسيوس (أوليس) سلا يغالبون الأهوال: فلا رياح الماضي العاتية تحول دونهم والتقدم، ولا بقع العصر الحديث السوداء تثنيهم عن المساهمة في نحت تحفة اسمها الأمل. فأبناء سلا هم هكذا. قدوا من صخر. هم البحارة المستكشفون، وذئاب البحر المتمرسون، المستعدون، وهم على متن سفينة تحمل اسم أبي رقراق، لأن يقلوا معهم، خلال ملحمتهم الأوديسية، كل المؤمنين بالمستقبل، الذين يعتبرون أن أي نجاح لا يشكل سوى مرفأ(ميناء) للإبحار نحو غزو مرفأ آخر.
أبناء مغامرون بطبعهم، لا ينفكون يراجعون أنفسهم لينبعثوا، دائما، من رمادهم: ولذلك، بالضبط، جعلوا من جمعيتهم أداة للعمل الإنساني والاجتماعي والثقافي والفني ... والتنموي. جمعية تتجدد باستمرار، لأنها تشكل، أيضا، فضاء للتفكير الذي لا يتوقف، من خلال مساءلة ما تم إنجازه، وما هو جار إنجازه، وما هو مقرر ولم يتم إنجازه بعد، فضلا عن التفكير فيما يجب القيام به مستقبلا.