تطورت وضعية الناقدات السينمائيات مع مرور الوقت، ولكن حجم التحدي كبير في ظل هيمنة ذكورية واسعة، وهذه مسألة يطرح التغلب عليها عن طريق خلق الفرص المواتية للتشجيع وضمان التمثيل العادل والاعتراف بما تم تحقيقه.
يمكن طرح بعض النقط الأساسية التي تستدعي التفكير في وضعية الناقدة السينمائية في المغرب والعَالَم انطلاقا من عدة زوايا نقترح بعضها فيما يلي:
الرؤية والتقدير: كان تمثيل الناقدات السينمائيات ناقصا عبر التاريخ سواء في وسائل الإعلام أم ضمن مناقشة الأفلام. لقد انخفضت أصواتهن إلى المرتبة الثانية مقابل نظرائهم من الرجال. ومع ذلك، نمت حركة متصاعدة للمناداة بالاعتراف بخبراتهن ومساهمتهن في الحوار السينمائي.
تنوع وجهات النظر: تقدم الناقدات السينمائيات وجهات نظر فريدة ومتنوعة لتحليل الأفلام، لاسيما أثناء تناول موضوعات الحركة النسائية، وتمثيل النوع الاجتماعي، وقضايا الجنس، وغيرها من الموضوعات الاجتماعية ذات الصلة. إن وجودهن في المجال النقدي يثري النقاش ويساهم في فهم دقيق للفن السينمائي.
التحديات المهنية: على الرغم من التقدم النسبي الحاصل في مجالات النقد السينمائي، لا تزال الناقدات السينمائيات يواجهن عقبات مهنية كبيرة، منها التمييز بين الجنسين، ونقص الفرص الوظيفية، والتهميش في الدوائر النقدية.. ذلك أنه من الواجب مكافحة كافة أشكال عدم المساواة، وخلق بيئة مواتية وعادلة تضمن للناقدات السينمائيات التعبير عن أصواتهن بحرية.
منصات بديلة: وجدت العديد من الناقدات السينمائيات في وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية ضالتهن لطرح ومشاركة تحليلاتهن وآرائهن مع القراء وعشاق السينما بشكل مستقل.. وفي هذا السياق وَفَّرَت المدونات والبودكاستات وقنوات اليوتوب ووسائل التواصل الأخرى فرصا هامة لخروج أصوات النقد السينمائي المهمشة للعلن، وتمكينها من العثور على جمهورها الخاص.
تعزيز التنوع: صار من الضروري تعزيز التنوع بين نقاد السينما، لاسيما من خلال تشجيع تمثيل النساء في الثقافات غير المنفتحة، والنساء ذوات الاحتياجات الخاصة، وغيرهن من المجموعات ذات التمثيلية الناقصة.. وهذه أمور تتطلب التزاما مستمرا من وسائل الإعلام والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات المهنية بغية الوصول إلى نتائج ملموسة وعادلة.
تسعى هاته الندوة إلى تشخيص وضعية الناقدة السينمائية، ومناقشة خصوصية كتاباتها النقدية، وتبادل الخبرات فيما بين المهتمات والمهتمين بها، فضلا عن وضع الناقدات السينمائيات ضمن مسار فكري يضمن التغلب على العقبات والإفصاح عن تعدد الأصوات وتنوع وجهات النظر في مجال النقد السينمائي.
محاور الندوة: